الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

ممر الشوق
Sentimental Journey

الكاتبة : جانيت ديلي
-----------------------------
الملخص
******
لا شيء يسممم حياة الانسان مثل الشك … حين يقع المرء في دوامة الشك تنقلب يومياته الى جحيم … جاسيكا الفتاة المرهفة , الرقيقه تحول عمرها الى غليان حين شكت بعواطف برودي نحوها , في صباه حاول برودي الزواج من شقيقتها جوردانا و لكنها رفضته لانه شاب فقير ومن عائلة متوسطة . اما الان وبعد سنوات طويلة عاشها برودي مهاجرا جامعا ثروة , فهل محت الايام حبه القديم ؟ اما انه عاد لينتقم من الفتاة التي رفضته فقيرا بالزواج من شقيقتها الضغرى ؟ جاسيكا حائرة , هل هي الضحية … ام وسيلة يستعملها برودي للانتقام من اختها ؟ عواطفة , هداياه و النزهات … كل هذه الاشياء الجميلة تكون طعماً يقربها من المصيدة ؟ كيف تكتشف الحقيقة , واين تجد حلاً لمشاكل قلبها ؟ انها تحبه و تكرهه في اللحظة نفسها , تريده و تهرب منه , كيف تتخلص من شكها القاتل ؟
-------------------------------------------
الفصل الأول : عابر سبيل
-------------------------------------------
الشمس تسطع في وسط السماء , لتزف بشرى أقتراب الربيع, والأشعة الذهبية تصطدم بالرياح الشمالية القارسة , فتمتزج بأنفاس الشتاء الباردة.
فجأة , هبّت عاصفة هوجاء , فتصاعد الغبار ولفّ الشوارع , وأشتدت وطأة الأزدحام عند تقاطع الطرق .
مشت جيسيكا ثورن وحيدة على الرصيف , تجيل طرفها عبر زجاج المخازن , وهي ترتدي معطفا أخضر , وقد فكّت أزراره قليلا كي تترك النسيم يتغلغل الى جسمها الناعم.
أحكمت رباط حقيبة يدها على كتفها , وأعادت يدها الى جيب معطفها , فراح الهواء المزعج يعبث بشعرها الأشقر الحريري, وتداعب خيوطه الذهبية وجهها الأملس , لم تشأ جاسيكا أن تصفف شعرها المبعثر على الفور , فلم العجلة؟ ستعيد تمشيطه عندما تأوي الى مكتبها وتستريح.
وأضطربت نظراتها الموجهة نحو هضاب تانيسي المتعالية عند شاثانوغا , هناك كان الربيع يتجلى من خلال الظلال الوارفة على السفوح , فقد أخضرت أوراق الشجر وكست الأعشاب الأرض وبدأ تجدد الحياة واضحا , بعدما تفتحت براعم الورود المظللة بالخضار لتعد المتنزهين بتشكيلتها الزاهية .
كانت جاسيكا غافلة عن هذا الجمال شاردة في أحلام طفولية حين أصطدم كتفها بسيدة تعدو بخطوات مسرعة. " عفوا , سيدتي".
لكن السيدة لم تفطن لها , بل تابعت سيرها بدون أنتباه .
عند تقاطع الطريق , أندفع الضوء الأخضر من الأشارة الضوئية , فخفّت مسرعة , لكن ما أن بلغت فسحة العبور حتى بان اللون الأصفر ولم يعد بأمكانها التقدم , فأخذت السيارات تتلاحق , وكان عليها أن تنتظر مع بقية المارة عند حافة الرصيف , هناك لفت أنتباهها رجل ممشوق القامة , وقف الى جانبها بكامل أناقته.
حاولت أن تتذكر وجهه لكن الهواء عبث بشعرها المتدلي من جديد, وسرعان ما عادت الصورة غامضة الى مخيلتها فنفذت نظراتها الى وجهه المتجهم , وحدّقت الى سمات القساوة في ثناياه وقالت لنفسها( هذه الشخصية ليست غريبة عني, لقد ألتقيتها قبل لكني لا أستطيع أن أحدد أين , فهذا النوع من الرجال لا ينسى بسهولة ... أنه وجه من الماضي رسم الزمن التجاعيد حول عينيه وفمه , وناهز الخامسة والثلاثين , وبسبب عمره تأكدت أنها لم تلتق به على مقاعد الدراسة فهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين بعد.
ما الذي تبدّل ؟ المحيط الذي عرفته فيه , أم الملابس التي كان يرتديها؟ بدلته القاتمة الثمينة صممت على يد أشهر الخياطين , وقد بدا مرتاحا بمشيته مما يدل على أنه أعتاد هذا النوع من الملابس . لم يسبق لها أن رأته بمثل هذه الأناقة يوم عرفته أيام زمان, ماذا كان يرتدي ؟ تعذرت عليها الأجابة على هذا السؤال. حين لاحظ الرجل أنها تتفحصه بدقة راح يرميها بنظرات متسائلة , كانت عيناه الزرقاوان قادرتين أن تخرقا بنضارتهما صلابة الماس, حتى ألتفاتته ليست بغريبة عنها ... لكن ما الذي جعلها ترتعش في هذه الللحظة ؟ دقات قلبها تزداد , أحساسها المضطرب يملي عليها بضرورة تجنب أي أتصال بهذا العائد بعد طول غياب ...
وبدأت صورة وجهه تتوضح شيئا فشيئا , كانت نظرته المصوبة نحو جاسيكا وهو يحدق مليا بشعرها العسلي وعينيها المكحلتين بالخضار توحي بأنه يعرفها جيدا والا لماذا تراه يتأملها بهذه الدقة ؟

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع